للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال عبدة بن الطّيب: [من الكامل]

لا تأمنوا قوما يشبّ صبيّهم ... بين القوابل بالعداوة ينشع «١»

ومن كلامهم: التعلّم في الصّغر كالنقش في الحجر. وقد قال جران العود: [من الوافر]

تركن برجلة الروحاء حتّى ... تنكّرت الديار على البصير

كوحي في الحجارة أو وشوم ... بأيدي الرّوم باقية النّؤور

وقال آخر، وهو صالح بن عبد القدّوس: [من السريع]

وإنّ من أدّبته في الصّبى ... كالعود يسقى الماء في غرسه

حتّى تراه مورقا ناضرا ... بعد الذي قد كان في يبسه

وقال آخر: [من الطويل]

يقوّم من ميل الغلام المؤدّب ... ولا ينفع التأديب والرأس أشيب

وقال آخر: [من الكامل]

وتلوم عرسك بعد ما هرمت ... ومن العناء رياضة الهرم «٢»

وقد قال ذو الرّمّة لعيسى بن عمر: اكتب شعري؛ فالكتاب أحبّ إليّ من الحفظ. لأنّ الأعرابيّ ينسى الكلمة وقد سهر في طلبها ليلته، فيضع في موضعها كلمة في وزنها، ثم ينشدها الناس، والكتاب لا ينسى ولا يبدّل كلاما بكلام.

وعبت الكتاب، ولا أعلم جارا أبرّ، ولا خليطا أنصف، ولا رفيقا أطوع، ولا معلّما أخضع، ولا صاحبا أظهر كفاية، ولا أقلّ جناية، ولا أقلّ إملالا وإبراما، ولا أحفل أخلاقا، ولا أقلّ خلافا وإجراما، ولا أقلّ غيبة، ولا أبعد من عضيهة «٣» ، ولا أكثر أعجوبة وتصرّفا، ولا أقلّ تصلّفا وتكلّفا، ولا أبعد من مراء، ولا أترك لشغب، ولا أزهد في جدال، ولا أكفّ عن قتال، من كتاب. ولا أعلم قرينا أحسن موافاة، ولا أعجل مكافأة، ولا أحضر معونة، ولا أخفّ مؤونة، ولا شجرة أطول عمرا، ولا أجمع

<<  <  ج: ص:  >  >>