للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الهذليّ [١] : [من البسيط]

وليلة يصطلي بالفرث جازرها ... يختصّ بالنّقرى المثرين داعيها

لا ينبح الكلب فيها غير واحدة ... من الشّتاء ولا تسري أفاعيها

وفي الجمد والبرد والأزمات يقول الكميت [٢] : [من الوافر]

وفي السنة الجماد يكون غيثا ... إذا لم تعط درّتها الغضوب [٣]

وروّحت اللّقاح مبهلات ... ولم تعطف على الرّبع السّلوب [٤]

وكان السّوف للفتيان قوتا ... تعيش به وهيّبت الرقوب [٥]

وفي هذه القصيدة يقول في شدة الحر:

وخرق تعزف الجنّان فيه ... لأفئدة الكماة لها وجيب [٦]

قطعت ظلام ليلته ويوما ... يكاد حصى الإكام به يذوب

وقال آخر لمعشوقته [٧] : [من الطويل]

وأنت التي كلفتني البرد شاتيا ... وأوردتنيه فانظري أيّ مورد [٨]

فما ظنك ببرد يؤدّي هذا العاشق إلى أن يجعل شدّته عذرا له في تركه الإلمام بها. وذلك قوله في هذه القصيدة [٩] :

فيا حسنها إذ لم أعج أن يقال لي ... تروّح فشيعنا إلى ضحوة الغد

فأصبحت مما كان بيني وبينها ... سوى ذكرها كالقابض الماء باليد


[١] تقدم تخريج البيتين في ١/٢٥٨؛ الفقرة (٢٦٩) ، ٢/٢٩٠؛ الفقرة (٢٩٣) .
[٢] ديوان الكميت ١/٨٤، والبيت الأول بلا نسبة في اللسان والتاج (جمد) ، والتهذيب ١٠/٦٧٩، والثالث للكميت في أساس البلاغة (سوف) ، والأزمنة والأمكنة ٢/٢٩٩.
[٣] سنة جماد: لا مطر فيها. الغضوب: الناقة العبوس.
[٤] روّحت: رعيت وقت الرواح. المبهلات: المهملات. الرّبع: الفصيل ينتج وقت الربيع.
السلوب: الناقة فقدت ولدها.
[٥] السّوف: الأماني. الرقوب: هي التي لا تدنو إلى الحوض من الزحام، وذلك لكرمها.
[٦] الخرق: الفلاة الواسعة تنخرق فيها الريح. الجنّان: الجن.
عزيفها: تصويتها. الوجيب: الخفقان والاضطراب.
[٧] البيت بلا نسبة في اللسان والتاج (برك) ، والتهذيب ١٠/٢٢٨، والعين ٥/٣٦٧، وكتاب الجيم ١/٨١.
[٨] الرواية في المصادر السابقة: «البرك» مكان «البرد» ، والبرك: مستنقع الماء وشبه حوض يحفر في الأرض، لا يجعل له أعضاد فوق صعيد الأرض.
[٩] ديوان مسكين الدارمي ٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>