للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نفيل، فأبى أن يخرج إليهم، فكتبوا إلى سعد بن أبي وقّاص، وعبد الله بن عمر، وعبد الرحمن بن أبي بكر، وعبد الله بن الزبير، وعبد الرحمن بن الأرقم الزهري، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام. ويقال إن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أتاهم من غير أن يكتب إليه.

وأتاهم أبو جهم بن حذيفة وهم بأذرح، ورجع الرسول الموجّه إلى علي ولم يقدم علي معه. وقال سعد بن أبي وقاص: أنا أحق الناس بهذا الأمر لم أشرك في دم عثمان، ولم أحضر شيئا ما من هذه الأمور الفتنة.

وقال ابن الزبير لابن عمر: اشدد لي ضبعك فإن الناس لم يختلفوا فيك. ولم يشك الناس في ابن عمر، وكان أبو موسى الأشعري مع ابن عباس (١).

فتحاور الحكمان في أمرهما فدعا أبو موسى إلى عبد الرحمن بن الأسود ابن عبد يغوث الزهري فاختلفا، فقال عمرو: هل لك في أمر لا نختلف معه؟ قال: وما هو؟ قال: يجعل أيّنا ولاه صاحبه الأمر إلى من رأى، وعليه عهد الله وميثاقه ليجهدنّ للمسلمين. قال أبو موسى: نعم. قال عمرو: ذاك إليك بعهد الله وميثاقه؟ قال أبو موسى: لا. قال عمرو:

فهو إلي بذلك. قال أبو موسى: قد أعطيتك إيّاه، قال عمرو: نعم قد قبلت. ثم ندم أبو موسى فقال: ألا تدري ما مثلك يا عمرو؟ مثلك مثل الحمار يحمل أسفارا. يقول: إنك لا تنظر لدين ولا ترعى الذي حملت من الأمانة والعهد. فقال عمرو: مثلك مثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث، إن جعلت الأمر إليّ أبيت، وإن جعلته إليك أبيت.


(١) - كذا بالأصل وهو خطأ ناسخ صوابه «ابن عمر».