للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نزوله دومة الجندل، ويسأله الوفاء، فأتى عليا فحثه على الشخوص وقال:

إن في حضورك هذا الأمر صلاحا ووضعا للحرب واطفاء للنائرة. فقال علي: يا بن الحر، إني آخذ بأنفاس هؤلاء فإن تركتهم وغبت عنهم كانت الفتنة في هذا المصر أعظم من الحرب بينهم وبين أهل الشام، ولكني أسرح أبا موسى، فقد رضيه الناس، وأسرح ابن عباس، فهو يقوم مقامي، ولن أغيب عما حضره، ففعل ذلك فبعث إلى ابن عباس فأقدمه من البصرة، وأقدم أبا موسى، وكان توجه إلى بعض النواحي فقدما عليه فوجههما في خيل وأقام.

حدثنا عباس بن هشام، عن أبيه، عن جده محمد بن السائب والشرقي بن القطامي قالا: سمعنا الناس يتحدثون بأن ابن عباس خلا بعلي حين أراد أن يبعث أبا موسى فقال: إني أخاف أن يخدع معاوية وعمرو أبا موسى، فابعثني حكما ولا تبعثه ولا تلتفت إلى قول الأشعث وغيره ممن اختاره فأبى، فلما كان من أمر أبي موسى وخديعة عمرو له ما كان، قال علي: لله درّ ابن عباس إن كان لينظر إلى الغيب من ستر رقيق.

وحدثني عبد الله بن صالح المقرئ، عن يحيى بن آدم، عن شريك، عن الأعمش، عن أبي وائل قال:

قال سهل بن حنيف الأنصاري بصفين حين حكّم الحكمان:

ما وضعنا سيوفنا على عواتقنا لأمر إلا أسهل بنا إلى ما نعرفه، إلا أمرنا هذا.

وحدثني عباس بن هشام، عن أبيه، عن أبي مخنف لوط بن يحيى، وعن عوانة في اسنادهما قالوا: لما قدم علي الكوفة وقد فارقته المحكمة - وهم الخوارج - وثب إليه شيعته فقالوا: بيعتك في أعناقنا فنحن أولياء من واليت