عن عبد الملك بن أبي حرة الحنفي: ان وجوه الخوارج اجتمعوا عند عبد الله بن وهب الراسبي فخطبهم ودعاهم إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والقول بالحق وإن أمرّ وضرّ، وقال: اخرجوا بنا معشر اخواننا من هذه القرية الظالم أهلها إلى بعض السواد، وبعض كور الجبل، منكرين لهذه البدع المكروهة.
ثم قام حرقوص بن زهير السعدي فتكلم وتكلموا جميعا بذم الدنيا والدعاء إلى رفضها والجد في طلب الحق وانكار البدع والظلم، وعرضوا رئاستهم على غير واحد منهم فأبوها، وقبلها عبد الله بن وهب الراسبي، فبايعوه وذلك ليلة الجمعة لعشر ليال بقين من شوال سنة سبع وثلاثين، في منزل زيد بن حصين.
وقال أبو مخنف: حدثني النضر بن صالح أن الحرورية اجتمعوا في منزل شريح بن أوفى العبسي بعد أن ولّوا أمرهم عبد الله بن وهب، وبعد شخوص أبي موسى للحكومة، فقال ابن وهب: إن هؤلاء القوم قد خرجوا لإمضاء حكمهم حكم الضلال، فاخرجوا بنا رحمكم الله إلى بلدة نبعد بها من مكاننا هذا، فإنكم أصبحتم بنعمة ربكم أهل الحق. فقال شريح: فما تنتظرون؟ أخرجوا بنا إلى المدائن لننزلها ونبعث إلى اخواننا من أهل البصرة فيوافونا، فأشار عليهم زيد بن حصين ألا يعتمدوا دخول المدائن؛ وأن يخرجوا وحدانا مستخفين لئلا يرى لهم جماعة فتتّبع وأن ينزلوا بجسر المدائن، فعملوا على ذلك وكتبوا إلى من بالبصرة من اخوانهم يستنهضونهم، وبعثوا بالكتاب مع رجل من بني عبس.
وخرج زيد بن حصين وشريح بن أوفى من منزليهما على دابتيهما،