للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان مسعر بن فدكي توجه إلى النهروان في ثلاثمائة من المحكمة؛ فمر ب «بهرسير» (١) وعليها عدي بن الحارث بن يزيد بن رويم الشيباني، فخرج إليهم ليمنعهم، فقتله أشرس بن عوف الشيباني، فطعنه فقال: خذها من ابن عم لك مفارق؛ لولا نصرة الحق كان بك ضنينا. ويقال إنه سلم من طعنته وبقي بعد علي وولاه الحسن بهرسير، وكان فيمن أتى أشرس بن عوف - حين خرج بعد النهروان - فضربه وقال: خذها من ابن عمّ لك شان.

ولقوا عبد الله بن خبّاب بن الأرت، ومعه أم ولد له يسوق بها، فأخذوه وذبحوه وأم ولده، فأرسل إليهم علي، أن ابعثوا إليّ بقاتل ابن الحارث وابن خباب حتى أترككم وأمضي إلى الشام. فأبوا وقالوا: كلنا قتله.

فسار إليهم في محرم سنة ثمان وثلاثين فدعاهم، فاعتزل بعضهم فلم يقاتلوه، وبقي الآخرون فقاتلهم بالنهروان فقتلوا لتسع خلون من صفر، سنة ثمان وثلاثين، وقتل عبد الله بن وهب الراسبي قتله زياد بن خصفة وهانئ بن الخطاب الهمداني جميعا. ويقال: إن شبث بن ربعي شاركهما في قتله، وكان شبث على ميسرة علي، وكان فيمن رجع عن التحكيم بعد محاجة ابن عباس المحكمة. وقتل شريح بن [أبى] أوفى. واعتزل ابن الكواء فلم يقاتل عليا، وقتل حرقوص بن زهير. وقتل ذو الثدية وكانت في عضده شامة كهيئة الثدي.

وحدثني عباس بن هشام الكلبي عن أبيه عن أبي مخنف لوط بن يحيى


(١) - من نواحي سواد بغداد، قرب المدائن. معجم البلدان.