للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيا عمرو ثق بي واتق الله وحده … فقد خفت أن أردى بما عضني الكبل

في أبيات. وخرج عبيدة بن خالد المحاربي وهو يتمثل بشعر شعبة بن عريض:

إن امرءا أمن الحوادث سالما … ورجا الحياة كضارب بقداح

فأراد عمّه ردّه فأبى.

وحدثني عباس بن هشام عن أبي مخنف، عن أبي روق الهمداني عن عامر الشعبي. وعن المعلى بن كليب، عن أبي الوداك جبر بن نوف وغيرهما: قالوا: لما هرب أبو موسى إلى مكة، ورجع ابن عباس واليا على البصرة، وأتت الخوارج النهروان، خطب علي النّاس بالكوفة فقال: الحمد لله وإن أتى الدهر بالخطب الفادح والحدث الجليل، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله.

أما بعد فإن معصية الناصح الشفيق المجرب تورث الحسرة، وتعقب الندم، وقد كنت أمرتكم في هذين الرجلين وهذه الحكومة بأمري، ونخلت لكم رأيي لو يطاع لقصير رأي، ولكنكم أبيتم إلا ما أردتم فكنت وأنتم كما قال أخو هوازن (١).

أمرتهم أمري بمنعرج اللوا … فلم يستبينوا الرشد إلا ضحى الغد (٢)

الا إن الرجلين اللذين اخترتموها حكمين قد نبذا حكم الكتاب وراء ظهورهما، وارتأيا الرأي قبل أنفسهما، فأماتا ما أحيا القرآن، وأحييا ما أمات القرآن؛ ثم اختلفا في حكمهما، فكلاهما لا يرشد ولا يسدد، فبرئ الله منهما ورسوله وصالح المؤمنين، فاستعدوا للجهاد، وتأهّبوا


(١) - هو دريد بن الصمة - انظر الأغاني - ط. دار الكتب ج ١٠ ص ١٠.
(٢) - ديوان دريد بن الصمة - ط. دار المعارف - القاهرة ص ١٦.