للسير، وأصبحوا في معسكركم يوم الاثنين إن شاء الله.
حدثني وهب بن بقية، عن يزيد بن هارون، عن سليمان التيمي عن أبي مجلز: أن عليا نهى أصحابه أن يسطوا على الخوارج حتى يحدثوا حدثا، فمروا بعبد الله بن خبّاب فأخذوه، فمر بعضهم بتمرة ساقطة من نخلة فأخذها واحد فأدخلها فمه، فقال بعضهم: بما استحللت هذه التمرة؟ فألقاها من فيه، ثم مروا بخنزير فقتله بعضهم فقالوا له: بما استحللت قتل هذا الخنزير وهو معاهد؟ فقال لهم ابن خباب: ألا أدلّكم على من هو أعظم حرمه من الخنزير؟ قالوا: من هو؟ قال: أنا. فقتلوه، فبعث علي إليهم: ابعثوا إليّ بقاتل ابن خباب. فقالوا: كلنا قتله. فأمر بقتالهم.
وبعث علي إلى الخوارج أن سيروا إلى حيث شئتم، ولا تفسدوا في الأرض فإني غير هائجكم ما لم تحدثوا حدثا، فساروا حتى أتوا النهروان وأجمع عليّ على إتيان صفين، وبلغ معاوية، فسار حتى أتى صفين.
وكتب علي إلي الخوارج بالنهروان:«أما بعد فقد جاءكم ما كنتم تريدون، قد تفرق الحكمان على غير حكومة ولا اتفاق، فارجعوا إلى ما كنتم عليه فإني أريد المسير إلى الشام». فأجابوه أنه لا يجوز لنا أن نتخذك إماما وقد كفرت حتى تشهد على نفسك بالكفر وتتوب كما تبنا، فإنك لم تغضب لله، إنما غضبت لنفسك، فلما قرأ جواب كتابه إليهم يئس منهم؛ فرأى أن يمضي من معسكره بالنخيلة وقد كان عسكر بها - حين جاء خبر الحكمين - إلى الشام، وكتب إلى أهل البصرة في النهوض معه، فأتاه الأحنف بن قيس في ألف وخمسمائة، وأتاه جارية بن قدامة في ثلاثة ألاف. ويقال: إن ابن قدامة جاء في خمسة آلاف. ويقال: في أكثر من ذلك. فوافاه بالنخيلة،