للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عنهم، فلما أتى النهروان وقرب منهم خرجوا إليه فقتلوه، وبلغ ذلك عليا ومن معه؛ فقالوا له: ما تركنا هؤلاء وراءنا يخلفونا في أموالنا وعيالاتنا بما نكره، سر بنا إليهم فإذا فرغنا منهم سرنا إلى عدونا من أهل المغرب، فإن هؤلاء أحضر عداوة وأنكى حدّا - والثبت: انه بعث ابن الحارث رجلا من أصحابه، لأن الحارث بن مرّة قتل بالقيقان من أرض السند في سنة اثنتين وأربعين - وقام الأشعث بن قيس فكلمه بمثل ذلك، فنادى عليّ بالرحيل، فأتاه مسافر بن عفيف الأزدي فقال: يا أمير المؤمنين لا تسر في هذه الساعة. فقال له: ولم أتدري ما في بطن هذه الفرس؟ قال: ان نظرت علمت. فقال علي: إن من صدقك في هذا القول يكذّب بكتاب الله لأن الله يقول في كتابه: ﴿إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السّاعَةِ وَ يُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَ يَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَما تَدْرِي نَفْسٌ ماذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ﴾ (١) وتكلم في ذلك بكلام كثير، وقال:

لئن بلغني أنك تنظر في النجوم لأخلدنّك الحبس مادام لي سلطان، فو الله ما كان لمحمد منجّم ولا كاهن، أو كما قال:

حدثنا سريج بن يونس، حدثنا إسماعيل بن علية، عن أيوب عن حميد بن هلال، عن رجل من عبد القيس كان مع الخوارج ثم فارقهم أنهم دخلوا قرية فخرج عبد الله بن خباب مذعورا، فقالوا له: أنت ابن صاحب رسول الله فهل سمعت من أبيك عن رسول الله حديثا؟ قال: نعم سمعته يقول قال رسول الله : «تكون فتنة القاعد فيها خير من القائم، والماشي خير من الساعي، فإذا أدركت ذلك فكن عبد الله المقتول ولا تكن عبد الله القاتل». قالوا: أنت سمعت هذا من أبيك عن رسول الله؟ قال: نعم


(١) - سورة لقمان - الآية:٣٤.