وحملت آمنة في أيامها الثلاثة. ورأت في منامها آتيا أتاها، فقال:
يا آمنة، إنك قد حملت بسيد هذه الأمة؛ فإذا وقع في الأرض، فقولي:
«أعيذك بالواحد، من شر كل حاسد»؛ وسميّه أحمد، ويقال إنه قال:
سمّيه محمدا.
- فلما وضعته، أرسلت إلى عبد المطلّب أنه قد ولد لك غلام. فنهض مسرورا، ومعه بنوه، حتى أتاه فنظر إليه. وحدّثته بما رأت، وبسهولة حمله وولادته. فأخذه عبد المطلب في خرقة فأدخله الكعبة وقال:
الحمد لله الذي أعطاني … هذا الغلام الطيّب الأردان
أعيذه بالبيت ذي الأركان … من كل ذي بغي وذي شنآن
وحاسد مضطرب العنان
ثم ردّه إلى أمه.
- وقال الواقدي: الامرأة التي قالت لعبد الله ما قالت، قتيلة بنت نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصيّ، أخت ورقة بن نوفل. وكانت تنظر في الكتب (١).
- المدائني، عن يزيد بن عياض، عن الزهري وحفص بن عمر، عن هشام بن الكلبي، عن أبيه، أن عبد المطلب كان إذا أتي بالطعام، أجلس النبي ﷺ إلى جانبه، وربما أقعده على فخذه، فيوثره بأطيب طعامه. وكان رقيقا عليه برا به. فربما أتي بالطعام وليس رسول الله ﷺ حاضرا، فلا يمسّ شيئا منه حتى يؤتى به، وكان يفرش له في ظلّ الكعبة، ويجلس بنوه حول فراشه إلى خروجه؛ فإذا خرج، قاموا على رأسه مع عبيده، إجلالا له، وكان رسول الله ﷺ يأتي وهو غلام جفر، فيجلس على