للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من الأحزاب.

ثم أقبل ابن الحضرمي على صبرة بن شيمان العبدي فقال: يا صبرة أنت ناب من أنياب العرب، وأحد الطلبة بدم عثمان فانصرني. فقال: لو نزلت في داري لنصرتك.

قالوا: وكثرت غاشية ابن الحضرمي وأتباعه فهال ذلك زياد بن أبي سفيان ورعّبه وراعه - وكان عبد الله بن عباس حين شخص إلى مكة مغاضبا لعليّ خلفّه على البصرة، فلم ينزعه علي، وكان يكاتبه عن ابن عباس على انه خليفته، ثم كاتبه عليّ دون ابن عباس - فكاتب زياد عليا، فلما رأى زياد ما صار إليه أمر ابن الحضرمي؛ بعث إلى مالك بن مسمع وغيره من وجوه أهل البصرة فدعاهم إلى نصرته فلم يبعدوا ولم يحققوا، وقال ابن مسمع:

لن نسلمك، فبعث زياد إلى صبرة بن شيمان فاستجار به فقال له: إن تحملت حتى تنزل في داري أجرتك وحميتك، ففعل وانتقل إلى دار صبرة في الحدّان ليلا وحمل معه ما كان في بيت المال من المال ويقال: إن أبا الأسود الدولي أشار على زياد بالبعث إلى صبرة والاستجارة به، ولم يقلّد ابن عباس أبا الأسود شيئا من البصرة حين شخص، لأنه كان كتب فيه إلى عليّ، وكتب زياد بالخبر إلى علي عن نفسه، وقال بعضهم: كتب به إلى علي عن ابن عباس، وقيل بل كان ابن عباس عند علي وكتب به زياد إلى ابن عباس فأنهاه إلى عليّ، ومن قال هذا قال: إن ابن عباس قد كان قدم على عليّ بعد مقتل ابن أبي بكر، ثم عاد إلى البصرة، وليس ذلك بثبت.

قالوا: وأشار العثمانية على ابن الحضرمي بنزول دار الإمارة حين خلاها زياد، فلما تهيأ لذلك ودعا أصحابه لنزولها ركبت الأزد؛ وقالوا: