والله لا ينزلها. وركب الأحنف بن قيس فقال لأصحاب ابن الحضرمي:
لستم والله أحق بالقصر من القوم. فأمسكوا.
وكان نزول ابن الحضرمي في بني تميم في دار سنبيل، وبعض البصريين يقول: صنبيل.
قالوا: واتخذ صبرة بن شيمان لزياد في مسجدهم - وهو مسجد الحدّان - منبرا وسريرا فصلى بهم زياد الجمعة، وغلب ابن الحضرميّ على مايليه، وخطب زياد فأثنى على الأزد وحضّهم على نصرته، وقال: قد أصبح دمي فيكم مضمونا وصرت عندكم أمانة مؤداة، وقد رأينا فعلكم يوم الجمل، فاصبروا مع الحق كصبركم على الباطل، فإنكم حيّ لا تخمدون على نجدة، ولا تغدرون بغدر وختر.
وقام أبو صفرة - ولم يكن شهد الجمل - فقال: يا قوم إنكم كنتم أمس على عليّ فكونوا اليوم له، واعلموا أن ردّكم جوار جاركم عليه ذل، وخذلانكم إياه عار، وأنتم قوم عادتكم الصبر، وغايتكم الوفاء.
وقوم يزعمون أن المتكلم بهذا الكلام غير أبي صفرة، وأن أبا صفرة كان توجه مع ابن عباس إلى صفين فمات في الطريق.
قالوا: وقام صبرة فقال: يا قوم هبوا لنا أنفسكم وامنعوا جاركم.
وبعث تميم إلى الأزد: أن أخرجوا صاحبكم ونخرج صاحبنا فنبلغ كل واحد منهما مأمنه، ثم يكون لنا أمير ولكم أمير حتى تتفق الناس على إمام. فأبت الأزد ذلك وقالوا: قد أجرنا زيادا ولن نخذ له ولا نسلمه ولا نصير إلى شيء دون إرادته.
فكتب زياد إلى عليّ بخبر بني تميم، فلما وصل إليه كتابه دعا أعين بن