للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ضبيعة المجاشعي، فقال له: يا أعين أما بلغك ميل قومك مع ابن الحضرمي على عاملي ونصرتهم له التماسا لشقاقي ومشايعة للقاسطين عليّ، قال: فابعثني إليه أكفك إياه. فبعث به وكتب معه إلى زياد يعلمه أنه وجهه ليفرق قومه عن ابن الحضرمي فإن تفرقوا عنه وخذلوه وإلا نهض إلى ابن الحضرمي بمن أطاعه وتبعه منهم ومن غيرهم فحاكمه إلى الله وحده لا شريك له وحاربه.

فلما قدم أعين بن ضبيعة البصرة، اجتمع إليه وجوه قومه فوعظهم، ثم خرج بجماعة منهم فلقيت جماعة من أصحاب ابن الحضرميّ فناوشوهم، ثم تحاجزوا، ورجع أعين إلى منزله وتبعه عشرة، يظن الناس أنهم خوارج - وكانوا من قيس - فلما آوى إلى فراشه بكعوه (١) بأسيافهم على الفراش، فخرج عريانا يعدو فلحقوه فقتلوه بالطريق.

وأراد زياد محاربة ابن الحضرمي حين أصيب أعين بن ضبيعة فأرسلت تميم إلى الأزد: إنا والله ما أردنا بجاركم مكروها فعلام تريدون المكروه بجارنا؟ فكفوا وأمسكوا.

وكتب زياد إلى علي: أن أعين بن ضبيعة قدم علينا بجدّ ومناصحة وصدق يقين، فجمع إليه من أطاعه ونهض بهم - وفسرّ له خبر وقعته؛ ثم قال:- وإن قوما من هذه الحرورية المارقة البريئة من الله ورسوله اتبعوه، فلما آوى إلى فراشه أصابوه.

حدثني علي بن الأثرم، عن معمر بن المثنى قال: دسّ ابن الحضرمي إلى أعين بن ضبيعة النفر الذين قتلوه.


(١) - أي ضربوه ضربا عنيفا.