واختتم كتابه بفصول عن أحكام الخراج والدواوين واستعمال الخاتم والسكة والنقود. والكتاب في حد ذاته عظيم الأهمية من حيث أنه لا يكتفي بالتحدث عن الفتوح بل إنه يتناول أيضا بحوثا في قضايا العمران وفي النظم الاجتماعية، وكذلك أمورا أخرى يندر أن ترد في كتاب من هذا النوع مثل ما أورده عن الخراج والسكة والخط العربي والقراطيس والنقود والخاتم وغير ذلك، علاوة على أنه تطرق إلى دقائق قد لا تتوفر في مصدر آخر مثل حديثه عن قيام معاوية بن أبي سفيان بنقل من الفرس من بعلبك وحمص وانطاكية إلى سواحل الأردن وصور وعكا وإلى أماكن أخرى الأمر الذي يدل على تغيير في الخارطة الديموغرافية زمن معاوية لأسباب عسكرية.
كما تتحدث عن صناعة السفن في الدولة الأموية وأنها كانت في السواحل الشامية وكذلك في مصر.
كذلك تحدث عن قضايا قد لا تكون المصادر تعرضت إليها مثل حديثه عن سيف عمرو بن معدي كرب المسمى الصمصامة وكان قد وهبه إلى خالد بن سعيد، وعند ما استشهد خالد في مرج الصفّر، أخذ معاوية السيف لنفسه فنازعه فيه سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية، فقضى له به الخليفة عثمان.
وهناك كذلك أخبار كثيرة عن المدن القديمة، وعن أحياء كانت موجودة ثم اندثرت ولم تعد تعرف في الوقت الحاضر، وأخبار هامة عن تطور كل من البصرة والكوفة، ومن أهم ما انفرد به ما تعلق بإنتشار العرب في أطراف دار الاسلام وتأسيس بعضهم لدول ذات عطاءات حضارية.
وحين تحدث النديم عن مصنفات البلاذري ذكر له «كتاب الأخبار والأنساب» أما ابن العديم فقال: «أنساب الأشراف، وهو كتاب ممتع، كثير الفائدة والنفع، ومات ولم يتمه» وكتاب الأنساب هذا سماه الذهبي «التاريخ