الكبير» ويرجح أن البلاذري نفسه سماه «جمل من أنساب الأشراف» وهو العنوان الذي التزمنا للكتاب الذي نقدم له اليوم.
أرخ البلاذري في هذا الكتاب للجوانب الاجتماعية والاقتصادية، واهتم بها أكثر من الجوانب السياسية والعسكرية، ومفهوم الأشراف لديه هو المفهوم العربي القديم، لكن خلال تأريخه لكل بيت قديم ألحق به أخبار مواليه الذي وصلوا إلى مراتب الثروة والشرف، مثل آل أبي بكرة.
بدأ البلاذري كتابه بالحديث عن أنساب القبائل العدنانية، ويبدو أنه كان ينوي بعد استيفاء أنساب هذه القبائل الحديث عن القبائل القحطانية، لكن الأجل حال بينه وبين ذلك.
وبما أن النبي ﷺ هو سيد بني عدنان - وسواهم - من البشر فقد جاء الجزء الأول من الكتاب مصنفا بالسيرة النبوية مع مقدماتها حول عرب ما قبل الإسلام مع شيء من أخبار مكة المكرمة.
وبعد ما فرغ من السيرة النبوية تابع التأريخ لأشراف بني هاشم بن عبد مناف، أي الإمام علي ﵇ وآله وآل أبي طالب، ثم انتقل للتأريخ لآل العباس، وبعد ما فرغ من التأريخ لبني هاشم شرع بالتأريخ لبني عبد شمس بن عبد مناف، أي للدولة الأموية، واستحوذ التأريخ لبني عبد شمس الجزء الأكبر من كتاب البلاذري، وبات بذلك أفضل مصدر متوفر للتأريخ للدولة الأموية فيه من المواد الاخبارية ما لا نجده في مصدر آخر.
وأرخ البلاذري إثر هذا لبقية بطون قريش ثم للقبائل الأقرب فالأقرب من قريش وانتهى حديثه بالتأريخ لثقيف.
واضطر البلاذري أثناء عرضه لأخباره إلى التكرار، وازدادت وتيرة التكرار في آخر الكتاب إلى حد يعطي الانطباع أنه لم يتح له مراجعة هذه المواد مثلما فعل أول الكتاب ووسطه.