حتى ينسلخ الشهر، ويطعم المساكين. وكان يعظم الظلم بمكة، ويكثر الطواف بالبيت.
قال الواقدي: وقد روي أن عبد المطلب توفى ابن مئة وعشر سنين.
وليس ذلك بثبت.
وقال هشام بن الكلبي: كان موت عبد المطلب في ملك هرمز بن أنوشروان، وعلى الحيرة قابوس بن المنذر، أخو عمرو بن المنذر الذي يقال له عمرو بن هند، مضرّط الحجارة. ويقال إنه لم يمت حتى كف بصره.
وروي عن عبد الله بن عباس، أنه قال: كان أبي يخبرنا عن عبد المطلب أنه مات يوم مات وهو أعدل قناة منه، وله ثمان وثمانون سنة.
وسمعت من يحدث عن مصعب بن عبد الله، أن عبيد بن الأبرص كان ترب عبد المطلب؛ وبلغ عبيد مائة وعشرين سنة، وبقي عبد المطلب بعده عشرين سنة أو أكثر (١).
قالوا: ولما احتضر عبد المطلب، جمع بنيه فأوصاهم برسول الله ﷺ.
وكان الزبير بن عبد المطلب، وأبو طالب أخوي عبد الله لأمه وأبيه. وكان الزبير أسنّهما. فاقترع الزبير وأبو طالب أيهما يكفل رسول الله ﷺ، فأصابت القرعة أبا طالب، فأخذه إليه. ويقال: بل اختاره رسول الله ﷺ على الزبير، وكان ألطف عميه به. ويقال: بل أوصاه عبد المطلب بأن يكفله بعده.
وروى بعضهم أن الزبير كفل النبي ﷺ حتى مات. ثم كفله أبو طالب بعده؛ وذلك غلط لأن الزبير شهد حلف الفضول، ولرسول الله ﷺ يومئذ نيف وعشرون سنة. لا اختلاف بين العلماء في أن شخوص رسول الله