للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأعظم. ثم رأى ليلة أخرى: احفر تكتم، بين الفرث والدم، في مبحث الغراب الأسحم، في قرية النمل. فلما أصبح، وجد بقرة مفلتة من جازرها وقد صارت إلى المسجد إلى موضع زمزم، فسلخت في موضعها.

وجاء غراب حتى وقع على فرثها، وإذا ثمّ قرية نمل. فاحتفر عبد المطلب زمزم، وأنكرت قريش ذلك (١) فحدثّها الحديث، فصدّقته. وقال خويلد بن أسد:

أقول وما قولي عليّ بهيّن … إليك ابن سلمى أنت حافر زمزم

حفيرة إبراهيم يوم ابن هاجر … وركضة جبريل على عهد آدم

قالوا: وتوفي عبد المطلب وهو ابن اثنتين وثمانين سنة، ودفن بالحجون بمكة، ولرسول لله ثماني سنين، ولحمزة نحو من اثنتي عشرة سنة، وللعباس إحدى عشرة سنة. ويقال إن عبد المطلب مات وله ثمان وثمانون سنة. وفي رواية الواقدي وغيره أن أم أيمن حدثت أن رسول الله كان يبكي خلف سرير عبد المطلب، وهو ابن ثماني سنين.

- قال الواقدي: حدثني عبد الله بن جعفر، أن مخرمة بن نوفل الزهري قال:

مات عبد المطلب وأنا شاهده مع قريش، وقد قاربت عشرين سنة، وأنّ أمي رقيقة بنت أبي صيفي بن هاشم كانت لدة عبد المطلب، فتقول لي:

شقّ قميصك على خالك لمن تستبقيه بعده. قال: ونظرت إلى نساء بني عبد مناف قد جززن الشعور. وإنه ليقال إنه يومئذ ابن ما بين الثمانين إلى التسعين، وإن كان لمعتدل القناة. وكان أول من تحنّث بحراء. والتحنث التأله والتبرر، وكان إذ أهلّ هلال شهر رمضان، دخل بحراء فلم يخرج


(١) - انظر وقارن ابن هشام ج ١ ص ١٠١ - ١٠٢.