للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عدوكم فتقاتلوهم ﴿حَتّى يَحْكُمَ اللهُ بَيْنَنا﴾ وبينهم ﴿وَ هُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ﴾ (١) لأدعون الله عليكم، ثم لأسيرن إلى عدوكم ولو لم يكن معي إلا عشرة، أأجلاف أهل الشام وأعرابها أصبر على نصرة الضلال، وأشد اجتماعا على الباطل منكم على هداكم وحقكم، ما بالكم، ما دواؤكم؟ إن القوم أمثالكم لا ينشرون إن قتلوا إلى يوم القيامة.

فقام إليه سعيد بن قيس الهمداني فقال: يا أمير المؤمنين مرنا بأمرك؛ والله ما يكبر جزعنا على عشائرنا إن هلكت، ولا على أموالنا إن نفدت في طاعتك ومؤازرتك.

وقام إليه زياد بن خصفة فقال: يا أمير المؤمنين أنت والله أحق من استقامت له طاعتنا، وحسنت مناصحتنا، وهل ندخر طاعتنا بعدك لأحد مثلك، مرني بما أحببت مما تمتحن به طاعتي.

وقام إليه سويد بن الحارث التيمي من تيم الرباب فقال: يا أمير المؤمنين مر الرؤساء من شيعتك فليجمع كل امرئ منهم أصحابه فيحثهم على الخروج معك، وليقرأ عليهم القرآن، ويخوفهم عواقب الغدر والعصيان، ويضم إليه من أطاعه وليأخذهم بالشخوص.

فلقي الناس بعضهم بعضا، وتعاذلوا وتلاوموا، وذكروا ما يخافون من استجابة دعائه عليهم إن دعا، فأجمع رأي الناس على الخروج وبايع حجر بن عديّ أربعة آلاف من الشيعة على الموت، وبايع زياد بن خصفة البكري نحو من ألفي رجل، وبايع معقل بن قيس نحو من ألفي رجل، وبايع عبد الله بن وهب السبأي (٢) نحو من ألف رجل.


(١) - سورة الأعراف - الآية:٨٧.
(٢) - في الهامش: نسب إلى أمه سبأ.