للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأتى زياد بن خصفة عليا فقال له: أرى الناس مجتمعين على المسير معك؛ فأحمد الله يا أمير المؤمنين. فحمد الله ثم قال: ألا تدلوني على رجل حسيب صليب يحشر الناس علينا من السواد ونواحيه؛ فقال سعيد بن قيس: أنا والله أدلك عليه: معقل بن قيس الحنظلي، فهو الحسيب الصليب الذي قد جربته وبلوته، وعرفناه وعرفته، فدعاه علي وأمره بتعجيل الخروج لحشر الناس، فإن الناس قد انقادوا للخروج.

ثم قال زياد بن خصفة: يا أمير المؤمنين قد اجتمع لي من قد اجتمع فأذن لي أن أخرج بأهل القوة منهم، ثم ألزم بشاطئ الفرات حتى أغير على جانب من الشام وأرضها؛ ثم أعجل الانصراف قبل وقت الشخوص واجتماع من بعث أمير المؤمنين في حشره، فإن ذلك مما يرهبهم ويهدهم.

قال: فامض على بركة الله؛ فلا تظلمنّ أحدا، لا تقاتلن إلا من قاتلك، ولا تعرضنّ للأعراب. فأخذ على شاطئ الفرات فأغار على نواحي الشام، ثم انصرف، ووجه معاوية عبد الرحمن بن خالد بن الوليد في طلبه ففاته، وقدم زياد هيت فأقام بها ينتظر قدوم علي.

وخرج معقل لما وجّه له، فلما صار بالدسكرة بلغه أنّ الأكراد قد أغارت على شهرزور، فخرج في آثارهم فلحقهم حتى دخل الجبل فانصرف عنهم، ثم لما فرغ من حشر الناس وأقبل راجعا فصار إلى المدائن بلغه نعي علي، فسار حتى دخل الكوفة، ورجع زياد من هيت.

وحدثني عباس بن هشام الكلبي، عن أبيه عن عوانة بن الحكم قال: خطب علي الناس ودعاهم إلى الخفوف إلى غزو أهل الشام، وأمر الحارث الأعور بالنداء فيهم فلم يوافه إلا نحو من ثلاثمائة، فخطبهم