للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العباد منهم ثائرين بإخواننا لرجونا الفوز عند الله غدا، فتعاهدوا وتعاقدوا ليقتلن علي بن أبي طالب، ومعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص، ثم توجّه كل رجل منهم إلى البلد الذي فيه صاحبه، فقدم عبد الرحمن [بن] ملجم (١) الكوفة، وشخص البرك إلى الشام، وشخص عمرو بن بكير - ويقال:

بكر - إلى مصر وجعلوا ميعادهم ليلة واحدة وهي ليلة سبع عشرة من شهر رمضان (٢).

فأما البرك فإنه انطلق في ليلة ميعادهم فقعد لمعاوية، فلما خرج ليصلي الغداة شد عليه بسيفه، فأدبر معاوية فضرب طرف إليته ففلقها ووقع السيف في لحم كثير، وأخذ فقال: إن لك عندي خبرا سارا: قد قتل في هذه الليلة علي بن أبي طالب، وحدثه بحديثهم. وعولج معاوية حتى برأ وأمر بالبرك فقتل.

وقيل: ضرب البرك معاوية وهو ساجد، فمذ ذاك جعل الحرس يقومون على رؤوس الخلفاء في الصلاة، اتخذ معاوية المقصورة. وروى بعضهم أن معاوية لم يولد بعد الضربة، وان معاوية كان أمر بقطع يد البرك ورجله ثم تركه فصار إلى البصرة فولد له في زمن زياد فقتله وصلبه وقال له:

ولد لك وتركت أمير المؤمنين لا يولد له.

وأما عمرو بن بكير - ويقال: بكر - فرصد عمرو بن العاص في ليلة سبع عشرة من شهر رمضان، فلم يخرج في تلك الليلة لعلة وجدها في بطنه، وصلى بالناس خارجة بن حذافة العدوي، فشد عليه، وهو يظنه عمرا فقتله، وأخذ فأتي به عمرو فقتله، وقال: أردت عمرا وأراد الله


(١) - أضيف ما بين الحاصرتين لاستقامة السياق.
(٢) - طبقات ابن سعد ج ٣ ص ٣٥ - ٣٧.