للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

معاوية فطعنه وهو دارع - فلم يضره، وأما عمرو بن العاص فخرج أمامه خارجة بن أبي خارجة من بني عدي بن كعب، فظن الرجل انه عمرو بن العاص، فشد عليه فقتله، ورجع عمرو وراءه.

فلما قتل علي تداعى أهل الشام إلى بيعة معاوية، فقال عبد الرحمن بن خالد بن الوليد: نحن المؤمنون ومعاوية أميرنا وهو أمير المؤمنين، فبايع له أهل الشام وهو بإيليا (١) لخمس ليال خلون من شهر ربيع الأول سنة أربعين، فكان ما بين قتل عثمان وبيعة الناس لمعاوية أربع سنين وشهرين وسبع عشرة ليلة.

وحدثني عباس بن هشام الكلبي، عن أبيه، عن عوانة قال:

قال الشعبي: لم يزل الناس خائفين لهذه الخوارج على علي مذ حكم المحكمين وقتل أهل النهروان حتى قتله ابن ملجم - لعن الله ابن ملجم-.

وحدثني محمد بن سعد؛ عن الواقدي.

وحدثني عباس بن هشام الكلبي عن أبيه، عن لوط بن يحيى، وعوانة بن الحكم وغيرهما قالوا: اجتمع ثلاثة نفر من الخوارج بمكة، وهم عبد الرحمن بن ملجم الحميري - وعداده في مراد؛ وهو حليف بني جبلة من كندة، ويقال: إن مراد أخواله - والبرك بن عبد الله التميمي ثم الصريمي، صريم مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم - ويقال:

إن اسم البرك الحجاج - وعمرو بن بكير - ويقال: بكر أحد بني سعد بن زيد مناة بن تميم - فتذاكروا أمر إخوانهم الذين قتلوا بالنهروان؛ وقالوا: والله ما لنا خير في البقاء بعدهم فلو شرينا أنفسنا فأتينا أئمة الضلال والفتنة فأرحنا


(١) - أي مدينة القدس.