للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى معسكرهم فما أجابه أحد، فقال لهم عدي بن حاتم الطائي: سبحان الله، ألا تجيبون إمامكم أين خطباء مضر ثم قال عدي للحسن: أصاب الله بك سبيل رشده يا أمير المؤمنين فقد سمعنا وأطعنا، وهذا وجهي إلى المعسكر ومضى.

ثم قام قيس بن سعد وزياد بن خصفة، ومعقل بن قيس فأحسنوا القول وأخبروا بمسارعتهم إلى أمرهم، وخفوفهم للجهاد معه، وأنهم لا يخذلونه فصدق مقالتهم، وردّ عليهم خيرا.

ثم إنه دعا بعبيد الله بن عباس وهو بمعسكره فقال له: يا بن عم.

إني باعث معك اثني عشر ألفا من فرسان العرب ووجوه أهل المصر فسربهم وألن كنفك وابسط لهم وجهك، وأدنهم من مجلسك، وسر على شاطئ الفرات حتى تقطع الفرات إلى أرض الأنبار ومسكن ثم تمضى فتستقبل معاوية وتحبسه حتى آتيك، وليكن خبرك عندي كل يوم، واستشر قيس بن سعد، وسعيد بن قيس الهمداني واسمع منهما ولا تقطع أمرا دونهما، وإن قاتلك معاوية قبل قدومي فقاتله فإن أصبت فالأمير قيس بن سعد فإن أصيب فسعيد بن قيس. فأخذ عبيد الله على قرية شاهى (١) ثم لزم الفرات حتى قطع الفلوجة، وجاز الفرات إلى دممّا ثم أتى الأخنونية (٢).

وروى بعضهم أن قيس بن سعد كان على الجيش، وأن عبيد الله كان معه، والأول أثبت.

فلما شخص عبيد الله بن العباس، سار الحسن بعده، واستخلف


(١) - قرية كبيرة على الفرات، قرب بغداد عند الفلوجة. معجم البلدان.
(٢) - الأخنونية: موضع من أعمال بغداد، قيل هي حربي. معجم البلدان.