للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبدك لام بن الحمل الطائي، وبعضهم يقول عبد الله بن الحصل فنزع المغول من يد الجراح وأخذ ظبيان بن عمارة التميمي بأنفه فقطعه، وضرب بيده إلى قطعة آجرة فشدخ بها وجهه ورأسه حتى مات.

وحمل الحسن إلى المدائن وعليها سعد بن مسعود عم المختار بن أبي عبيد الثقفي وكان عليّ ولاه إياها فأدخلوه منزله فأشار عليه المختار أن يوثقه ويسير به إلى معاوية على أن يطعمه خراج جوخى سنة، فأبى ذلك وقال للمختار: قبّح الله رأيك، أنا عامل أبيه وقد ائتمنني وشرفني، وهبني نسيت بلاء أبيه، أأنسى رسول الله ولا أحفظه في ابن ابنته وحبيبه.

ثم إن سعد بن مسعود أتى الحسن بطبيب وقام عليه حتى برئ، وحوله إلى أبيض المدائن.

وتوجه معاوية إلى العراق واستخلف الضحاك بن قيس الفهري، وجدّ في المسير وقال: قد أتتني كتب أهل العراق يدعونني إلى القدوم عليهم فأومن بريئهم ويدفعون إليّ بغيتي، وأتتني رسلهم في ذلك فسيروا إليها أيها الناس فإن كدر الجماعة خير من صفو الفرقة، وكانوا يدعونه أمير المؤمنين.

ولما رأى عمرو جدّ معاوية في المسير واخذامه (١) إياه قال: قد علم معاوية والله أن الليث عليا قد هلك وغالته شعوب.

قالوا: ومر معاوية بالرقة ثم بنصيبين وهو يسكنّ الناس ويؤمّن من مر به، ثم أتى الموصل، ثم صار إلى الأخنونية فنزل بإزاء عبيد الله بن العباس، وأرسل عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس إلى عبيد الله وأصحابه أنّ كتب الحسن قد أتتني مع رسله يسألني فيها الصلح، وإنما


(١) - خذمه: قطعه، وأخذم: أقر بالذل وسكن. القاموس.