للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ففعل، وبايعه عفاق بن شرحبيل بن رهم التيمي فلذلك يقول الشاعر:

معاوي أكرم خالد بن المعمر … فإنك لولا خالد لم تؤمّر

وبلغ ذلك الحسن فقال: يا أهل العراق، أنتم الذين أكرهتم أبي على القتال والحكومة ثم اختلفتم عليه، وقد أتاني أن أهل الشرف منكم قد أتوا معاوية فبايعوه، فحسبي منكم لا تغرّوني في ديني ونفسي.

قال المدائني: وكتب معاوية إلى قيس يدعوه إلى نفسه وهو بمسكن في عشرة آلاف فأبي أن يجيبه، ثم كتب إليه: إنما أنت يهودي بن يهودي، إن ظفر أحب الفريقين إليك عزلك واستبدل بك وإن ظفر أبغضهما إليك قتلك ونكّل بك، وقد كان أبوك أوتر غير قوسه، ورمى غير غرضه فأكثر الحزّ وأخطأ المفصل فخذله قومه، وأدركه يومه فهلك بحوران طريدا والسّلام.

فكتب إليه قيس بن سعد بن عبادة: أما بعد يا معاوية، فإنما أنت وثن بن وثن من أوثان مكة، دخلت في الإسلام كرها، وخرجت منه طوعا، لم يقدم إيمانك، ولم يحدث نفاقك. وقد كان أبي وتر قوسه ورمى غرضه فاعترض عليه من لم يبلغ كعبه ولم يشقّ غباره، وكان أمرا مرغوبا عنه مزهودا فيه، ونحن أنصار الدين الذي خرجت منه، وأعداء الدين الذي صرت إليه. فقال له عمرو: أجبه. فقال: أخاف أن يجيبني بما هو شر من هذا.

قالوا: ووجّه معاوية إلى الحسن عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، فقال ابن عامر: اتّق الله في دماء أمة محمد أن تسفكها لدنيا تصيبها وسلطانا تناله لعل أن يكون متاعك به قليلا، إن معاوية قد لجّ، فنشدتك الله أن تلجّ فيهلك الناس بينكما، وهو يوليك الأمر من بعده، ويعطيك كذا.