«هذا ما صالح عليه الحسن بن علي معاوية بن أبي سفيان، صالحه على أن يسلم إليه ولاية أمر المسلمين، على أن يعمل فيها بكتاب الله وسنة نبيه وسيرة الخلفاء الصالحين، وعلى أنه ليس لمعاوية أن يعهد لأحد من بعده، وأن يكون الأمر شورى والناس آمنون حيث كانوا على أنفسهم وأموالهم وذراريهم، وعلى أن لا يبغي الحسن بن علي غائلة سرا ولا علانية، ولا يخيف أحدا من أصحابه».
شهد عبد الله بن الحارث. وعمرو بن سلمة.
وردهما إلى معاوية ليشهدا ويشهدا عليه.
وحدثني عباس بن هشام عن أبيه عن جده عن رجل من قريش قال:
رأى رسول الله ﷺ الحسن فقال: سيصلح الله به بين فئتين من المسلمين.
قالوا: وشخص معاوية من مسكن إلى الكوفة فنزل بين النخيلة ودارا لرزق، معه قصاص أهل الشام وقراؤهم، فقال كعب بن جعيل التغلبي:
من جسر منبج أضحى غبّ عاشرة … في نخل مسكن تتلى حوله السّور
قالوا: ولما أراد الحسن المسير من المدائن إلى الكوفة حين جاءه ابن عامر وابن سمرة بكتاب الصلح وقد أعطاه فيه معاوية ما أراد، خطب فقال في خطبته: ﴿فَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَ يَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً﴾ (١)، وسار إلى الكوفة، فلقي معاوية بالكوفة فبايعه، وبايعه عمرو بن سلمة الهمداني، فقال له معاوية: يا حسن - أو يا أبا محمد - قم فاعتذر، فأبى، فأقسم عليه فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إنّ أكيس الكيس التّقى، وأحمق الحمق