كتاب الله وسنة نبيه، فقال: لا شرط لك، قال: وأنت أيضا فلا بيعة لك.
ثم قال معاوية: إذن فبايع فما خير شيء ليس فيه كتاب الله وسنة نبيه، فبايعه. وكندة تقول إن الذي قال هذا القول سعيد بن الأسود بن جبلة الكندي.
قالوا: ثم قام معاوية فخطب الناس فقال في خطبته: ألا إني شرطت في الفتنة شروطا أردت بها الألفة ووضع الحرب، ألا وإنها تحت قدمي، فقال المسيب بن نجبة الفزاري للحسن: بايعت معاوية ومعك أربعون ألفا ولم تأخذ لنفسك منه ثقة، قد سمعت كلامه والله ما أراد بما قال غيرك.
وقام سفيان بن ليل إلى الحسن فقال له: يا مذلّ المؤمنين، وعاتبه حجر ابن عدي الكندي وقال: سودت وجوه المؤمنين، فقال له الحسن: ما كل أحد يحب ما تحب، ولا رأيه كرأيك، وإنما فعلت ما فعلت إبقاء عليكم.
ويقال إنه قال له: سمعت أبي يقول: يلي هذا الأمر رجل واسع البلعوم كثير الطعم، وهو معاوية، ثم إن الحسن شخص إلى المدينة وشيّعه معاوية إلى قنطرة الحيرة.
وخرج على معاوية خارجي فبعث إلى الحسن من لحقه بكتاب يأمره فيه أن يرجع فيقاتل الخارجي وهو ابن الحوساء الطائي، فقال الحسن: تركت قتالك وهو لي حلال لصلاح الأمة وألفتهم، افتراني أقاتل معك؟ وكان لحاقه إياه بالقادسية.
قالوا: وخطب معاوية أيضا بالنخيلة فقال: إني نظرت فعلمت أنه لا يصلح الناس إلا ثلاث خصال: إتيان العدو في بلاده فإنكم إن لم تأتوه أتاكم، وهذا العطاء والرزق أن يقسم في أيامه، وأن يقيم البعث القريب