حدثني أحمد بن أبراهيم، ثنا وهب بن جرير بن حازم، ثنا أبي قال:
سمعت محمد بن سيرين يقول: لما بلغ الحسن معاوية، ركب الحسن إليه في عسكره وأردف قيس بن سعد بن عبادة خلفه، فلما دخلا العسكر قال الناس: جاء قيس، فلما دخلا على معاوية بايعه الحسن ثم قال لقيس: بايع.
فقال قيس بيده هكذا، وجعلها في حجره ولم يرفعها إلى معاوية ومعاوية على السرير، فبرك معاوية على ركبتيه ومد يده حتى مسح على يد قيس وهي في حجره، قال إلي.
وحكى لنا محمد صنيعه وجعل يضحك. وكان قيس رجلا جسيما.
حدثنا خلف بن سالم، ثنا وهب قال: قال أبي، وأحسب رواه عن الحسن البصري قال: لما بايع أهل الكوفة الحسن أطاعوه وأحبوه أشد من حبهم لأبيه، واجتمع له خمسون ألفا، فخرج بهم حتى أتى المدائن، وسرح بين يديه قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري في عشرين ألفا، فنزل بمسكن، وأقبل معاوية من الشام في جيش، ثم إن الحسن خلا ناحية الحسين فقال: يا هذا إني نظرت في أمري فوجدتني لا أصل إلى الأمر حتى يقتل من أهل العراق والشام من لا أحب أن احتمل دمه، وقد رأيت أن أسلّم الأمر إلى معاوية فأشاركه في إحسانه ويكون عليه إساءته، فقال الحسين: أنشدك الله أن تكون أول من عاب أباك وطعن عليه ورغب عن أمره، فقال: إني لا أرى ما تقول، ووالله لئن لم تتابعني لأشدنّك في الحديد فلا تزال فيه حتى أفرغ من أمري. قال: فشأنك، فقام الحسن خطيبا فذكر رأيه في الصلح والسلم لما كره من سفك الدماء وإقامة الحرب فوثب عليه أهل الكوفة وانتهبوا ماله وخرقوا سرادقه وشتموه وعجزوه ثم انصرفوا عنه ولحقوا بالكوفة، فبلغ الخبر