للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال: كانت جماجم العرب بيدي يسالمون من سالمت ويحاربون من حاربت فتركتها ابتغاء وجه الله، ثم أريدها بأهل الحجاز؟! وقال أحدهما: بأتياس الحجاز.

حدثني أحمد بن أبراهيم الدورقي، ثنا وهيب بن جرير عن ابن جعدبة عن صالح بن كيسان قال: لما قتل علي بن أبي طالب، وبايع أهل الشام معاوية بالخلافة، سار معاوية بالناس إلى العراق وسار الحسن بن علي بمن معه من أهل الكوفة، ووجّه عبيد الله بن العباس وقيس بن سعد بن عبادة في جيش عظيم حتى نزلوا مسكن من أرض العراق، وقد رقّ أمر الحسن، وتواكل فيه أهل العراق، فوثبوا عليه فانتزع رداؤه عن ظهره، وأخذ بساطه من تحته، وخرق سرادقه. فأرسل عبيد الله بن عباس إلى عبد الله بن عامر يأمره أن يأتيه إذا أمسى بأفراس حتى يصير معه إلى معاوية فيصالحه ففعل، فلحق عبيد الله بمعاوية وترك جنده لا أمير لهم، وفيهم قيس بن سعد فقام بأمر أولئك الجند، وجعل معاوية يرسل إليه أربعين ليلة يسأله أن يبايعه فيأبى حتى أراد معاوية قتاله، فقال له عمرو بن العاص: إنك لن تخلص إلى قتل هؤلاء حتى تقتل أعدادهم من أهل الشام، فصار إلى أن أعطاه ما أراد من الشروط لنفسه ولشيعته، ثم دخل قيس في الجماعة ومن معه وبايعه.

ولم يزل معاوية بالحسن حتى بايعه وأعطاه كل ما ابتغى، حتى قيل إنه أعطاه عيرا أولها بالمدينة وآخرها بالشام، وصعد معاوية منبر الكوفة فقال للوليد بن عقبة يذكر قوله حين استبطأه في حرب علي:

ألا أبلغ معاوية بن حرب … فإنك من أخي ثقة مليم

يا أبا وهب كيف رأيت أهل المت؟