للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رسول الله ان كان لا يحفظه غيرك وغير أبي سعيد الخدري إنما أسلمت أيام خيبر، قال: صدقت، أسلمت أيام خيبر، إنما لزمت رسول الله فلم أكن أفارقه، وكنت أسأله وعنيت بذلك حتى علمت وعرفت من أحبّ ومن أبغض ومن قرّب ومن أبعد، ومن أقرّ ومن نفى، ومن دعا له ومن لعنه.

فلما رأت عائشة السلاح والرجال، وخافت أن يعظم الشر بينهم وتسفك الدماء قالت: البيت بيتي ولا آذن أن يدفن فيه أحد.

وقال محمد بن علي لأخيه: يا أخي إنه لو أوصى أن يدفن لدفناه أو نموت قبل ذلك، ولكنه قد استثنى فقال: إلا أن تخافوا الشر، فأي شر أشد مما ترى؟ فدفن بالبقيع إلى جنب أمه.

ويقال إن الحسن أوصى أن يدفن مع النبي فأظهر الحسين ذلك قبل موت الحسن، فأنكره مروان بن الحكم وكتب بقول الحسين إلى معاوية، فكتب إليه معاوية: إذا مات الحسن فامنع من ذلك أشد المنع كما منعنا من دفن عثمان مع النبي .

فأتى الحسين الحسن فأخبره بذلك فقال: يا أخي اجتنبت القتال في حياتي، أفتريد أن يكون ذلك عند سريري؟ فضمن له ألا يفعل.

ويقال إنه لم يجر بينه وبين الحسين في ذلك شيء، فلما توفي أراد الحسين دفنه مع النبي فمنعه مروان من ذلك، وكاد أن يكون بين الحسين وبينه في ذلك شر فأمسك.

حدثني عباس بن هشام عن أبيه عن جده عن أبي صالح قال: قدم معاوية مكة فلقيه ابن عباس فقال له معاوية: عجبا للحسن شرب عسلة طائفية فما روته، فمات منها، فقال ابن عباس: لئن هلك الحسن فلن ينسأ في