أجلك، قال وأنت اليوم سيد قومك. قال: أما ما بقي أبو عبد الله فلا.
المدائني عن ابن جعدبة عن صالح بن كيسان قال: لقي معاوية ابن عباس بمكة فعزّاه عن الحسن فقال: لا يسوءك الله يا أبا العباس. فقال:
لن يسوءني الله ما أبقاك يا أمير المؤمنين، فأمر له بمائة ألف درهم وأكثر من ذلك وبكسوة.
وسمعت من يحدث أن وفاة الحسن أتت معاوية وعنده ابن عباس، فقال له: عجبت للحسن، شرب عسلة بماء رومة فمات، وعزى ابن عباس عنه فقال: لا يسوءك الله، وقال ابن عباس: لا يسوءني الله يا أمير المؤمنين ما أبقاك، فأمر له بألف ألف درهم.
قالوا: وكانت وفاة الحسن سنة تسع وأربعين، ويقال سنة خمسين، لخمس خلون من شهر ربيع الأول، وزعم بعضهم أنه توفي سنة إحدى وخمسين.
قالوا: ودفن الحسن بالبقيع، وصلى عليه سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية، وكان واليا على المدينة.
وقال أبو مخنف: منع مروان من دفن الحسن مع رسول الله ﷺ حتى كاد يكون بين الحسين وبينه قتال، واجتمع بنو هاشم وبنو المطلب ومواليهم إلى الحسين، وقال أبو سعيد الخدري وأبو هريرة لمروان: تمنع الحسن من أن يدفن مع جده وقد قال رسول الله ﷺ: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة»؟ فقال مروان: لقد ضاع حديث رسول الله ﷺ إن كان لا يرويه إلا مثلك ومثل أبي هريرة. فدفن بالبقيع، وكان للحسن يوم توفي سبع وأربعون سنة وأشهر.