للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الواقدي: توفى الحسن في شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين، وهو ابن سبع وأربعين سنة ودفن بالبقيع، وصلى عليه سعيد بن العاص.

وحدثت عن جويرية بن أسماء قال: لما مات الحسن بن علي أخرجوا جنازته فحمل مروان سريره، فقال له الحسين: أتحمل سريره، أما والله لقد كنت تجرّعه الغيظ. فقال مروان: إني قد أفعل ذاك بمن يوازن حلمه الجبال.

وحدثني أحمد بن ابراهيم الدورقي، ثنا وهب بن جرير بن حازم، ثنا أبي قال: سمعت النعمان بن أسد يحدث عن الزهري قال: بويع الحسن بعد أبيه فقال لأصحابه في بيعته: تسالمون من سالمت وتحاربون من حاربت، فلما سمعوا شرطه ارتابوا فطعنه رجل طعنة أشوته، فازداد لهم بغضا ومنهم ذعرا، وأرسل إلى معاوية بكتاب شرط اشترطه وفيه: إن أعطيتني ما فيه بايعتك.

وكان معاوية بعث الى الحسن بصحيفة بيضاء مختومة في أسفلها، فقال: اكتب فيها ما شئت. فكتب الحسن فيها ما أراد. ثم إن عمرو بن العاص أمر معاوية أن يأمر الحسن بالخطبة فأمره فقال الحسن بعد أن حمد الله وأثنى عليه: أما بعد فإن الله هداكم بأولنا وحقن دماءكم بآخرنا، وإن لهذا الأمر مدة، والدنيا دار زوال، وقال الله: ﴿وَ إِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَ مَتاعٌ إِلى حِينٍ﴾.

ثم إن الحسن لحق بالمدينة وقال معاوية لعمرو بن العاص: اكفني الكوفة. قال: فكيف ترى في مصر؟ قال: ابعث عليها ابنك.

وقدم المغيرة بن شعبة الثقفي عليه، وكان مقيما بالطائف معتزلا أمر