اذهب إلى حيث شئت. فقال: يا أمير المؤمنين. وجّهت عقبة بن سلم في أمرهما فشخص من الكوفة فلم ينزل منزلا إلا أظهر فيه سفطا معه فيه سكاكين وقال أمرني أمير المؤمنين أن أذبح فلانا وفلانا، فلما بلغهما ذلك حذرا فلو تركتني لرجوت أن أترفق بهما حتى يظهرا.
ثم إنه أمر زيادا بأخذ عبد الله بن حسن فأخذه وحبسه في دار مروان، وكان المنصور قبل قدومه المدينة بعث عقبة بن سلم بن الملدّ إلى المدينة ليعلم علم محمد فقدمها متنكرا فجعل يبيع العطر ويدس غلمانا يبيعون العطر ويسألون عن الأخبار، وكان يبذل ويعطي في طلبه ويكتب بالأخبار.
وكان المنصور يدس قوما يتجرون في البلدان ويتعرفون الأخبار، ودس رجلا أعطاه مالا فأتى عبد الله بن حسن فأظهر التشيع وقال: إن معي مالا أدفعه اليكم، فوثق به وبعث معه من أوصله الى محمد وهو في جبل جهينة، ثم علم عبد الله بعد ذلك أنه عين، فبعث إلى محمد رجلا من مزينة يحذره إياها فقيده محمد وحبسه عند بعض الجهنيّين.
ثم إنه احتال فهرب في غراره مخيطة ولم يعرف ذلك العين اسم الرسول المزني، فبعث أبو جعفر المنصور من حمل إليه مائة رجل من المزنيين فكان صاحبه فيهم، فلما رآه أشار إليه فضرب تسعمائة سوط، واراد المسيب الضبي ضرب عنق عبد الله فمنعه المنصور من ذلك.
قالوا: وشخص المنصور من المدينة إلى الكوفة راجعا وعبد الله محبوس، وأمر زيادا بطلب محمد وإبراهيم فغيب وقصّر، وبلغ ذلك المنصور فعزله، ويقال إنه أغرمه مالا، وولى المدينة عبد العزيز بن عبد المطلب من آل كثير بن الصلت، ثم عزل عبد العزيز، واستعمل محمد بن خالد بن عبد الله