ودعا المنصور بعقبة بن سلم فقال لعبد الله: أتعرف هذا؟ فسقط في يده، وكان يراه فلا يدري أنه عين عليه وعلى ولده، وأمر المنصور بحمل عبد الله ومن أخذ معه ومحمد يومئذ بجبال رضوى.
وكان محمد بن عبد الله المطرف بن عمرو بن عثمان بن عفان قد زوج ابنته من ابراهيم بن عبد الله فأخذه المنصور بأن يدله على ابراهيم فأبى فضربه بالربذة ستين سوطا، فقال له قولا غليظا تعدى فيه فضربه مائة وخمسين سوطا، وحمل مع القوم، وكان يقال لمحمد هذا الديباج.
وبعث المنصور عيسى بن علي عمه إلى عبد الله وهو بالربذة، فقال له:
قل له أذكّرك الله في نفسك وأهل بيتك، أظهر ابنيك وخذ على أمير المؤمنين ما شئت من عهد وميثاق، فقال: إني لا أجيب بشيء إلا أن يأذن لي أمير المؤمنين عليه فأكلمه، فأبى المنصور أن يأذن له عليه وقال: يسحرني بلسانه كما سحر غيري.
وقال بعض الرواة إن عبد الله وأهل بيته لم يكونوا مع رياح بالربذة ولكن المنصور وجّه أبا الأزهر فحملهم من المدينة إلى الربذة، ومضى بالقوم ومضى معه إلى مكة، ثم انصرف إلى العراق وهم معه، فلم يزل عبد الله بن حسن محبوسا عنده حتى مات في محبسه بها شمية الكوفة وهو يومئذ ابن اثنتين وتسعين سنة (١) ودفن عندها بقرب قنطرة الكوفة على الفرات
وتوفي حسن بن حسن بن حسن بن علي بالهاشمية أيضا في حبس أبي جعفر سنة خمس وأربعين ومائة، وكان حسن صاحب جد فقدم السيالة في
(١) - في هامش الأصل ما يفيد أنه برواية أخرى «سبعين».