للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأصبح محمد فبايعه الناس وخطبهم فقال: يا أهل المدينة إني والله ما خرجت فيكم للتعزز بكم فلغيركم أعزمنكم، وما أنتم بأهل قوة ولا شوكة، ولكنكم أهلي وأنصار جدي فحبوتكم بنفسي، والله ما من مصر يعبد الله فيه إلا وقد أخذت لي دعاتي فيه بيعة أهله، ولولا ما انتهك مني ووترت به ما خرجت.

ووجه حسن بن معاوية بن عبد الله بن جعفر إلى مكة فقدم حسن بن معاوية على مقدمته أبا عدي عبد الله بن عدي بن حارثة بن ربيعة بن عبد العزى بن عبد شمس الذي يقول للوليد:

إنّ سيري إليك من قن أرض … لمن الحزم والفعال السّديد

عبد شمس أبوك وهو أبونا … لا نناديك من مكان بعيد

والقرابات بيننا واشجات … محكمات القوى بعقد سديد

فاثبني ثواب مثلك مثلي … تلقني للثواب غير جحود

فكان أبو عدي يقدم مولى لبعض أهل المدينة يقال له سلجم أمامه حتى قدموا مكة وعليها السريّ بن عبد الله بن الحارث بن العباس بن عبد المطلب فكان سلجم ينادي: ابرز يا بن أبي عضل، وكان الحارث بن العباس يلقب أبا عضل، فكانت فيه لكنة.

فتنحى السريّ عن مكة، وكان خروج محمد ليلة الأربعاء لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة، ويقال لأربع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان في عامه ذلك سنة خمس وأربعين، وسارع أهل المدينة إلى بيعة محمد وقالوا: هذا الذي كنا نسمع به: «العجب كل العجب بين جمادى ورجب».

وأمر محمد بن عبد الله ابراهيم بن محمد بن ابراهيم بن طلحة بن