للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عمر بن عبيد الله بن معمر ببيعته فأباها وقال: قد بايعت لأبي جعفر المنصور أمير المؤمنين، فكان المنصور يقول له بعد مقتل محمد بن عبد الله: لو كان بالمدينة آخر مثلك لم يقتل محمد نفسه.

وكان الذين خرجوا مع محمد: جهينة ومزينة وأهل المدينة، وقدم الكوفة رجل في تسع ليال فأخبر بخروج محمد، فلما تبين المنصور صدقه أمر له بتسعة آلاف درهم كل ليلة بألف.

ولما ورد ذلك الرجل الكوفة كتب إلى المنصور يخبره وهو ببغداد يقدر بناء مدينته بها، فشخص من يومه حتى أتى الكوفة وقال: أطأ أسمختهم، وأقطعهم عن إمداد محمد بن عبد الله بن حسن فإنهم سراع إلى أهل هذا البيت.

وغدر محمد بن خالد القسري بمحمد بن عبد الله وقال له: إن لك هذه اليد باخراجك إياي من الحبس فسمّ لي من بايعك من أهل العراق حتى أكتب إلى مواليّ هناك وأهل بيتي ومعاضدتهم ومكاتفتهم في أمرهم. فسمّى له من بايعه، فكتب إلى المنصور بأسمائهم فظفر محمد بالكتاب والرسول.

وكان قد قال له أيضا: إني مطاع بالشام فابعث أخاك موسى بن عبد الله مع ابن أخي نذير بن يزيد بن خالد ومولاي رزام ليدعو الناس بالشام إلى طاعتك، ويأخذ لك موسى البيعة عليهم ففعل، فخلفاه بدومة الجندل وقالا له: انتظرنا حتى نحكم لك الأمور ثم نشخص، ثم مضيا إلى المنصور فأخبراه خبره ليوجه إليه من يحمله، فلم يقم موسى، وانصرف إلى المدينة لاسترابته بهما حين فارقاه، وأخذ محمد بن عبد الله محمد بن خالد القسري فحبسه.