للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال في كتابه: إن الله اختارنا واختار لنا فولدنا من النبيين محمد أفضلهم مقاما، ومن السلف أولهم إسلاما، ومن الأزواج خيرهنّ خديجة الطاهرة وأول من صلى القبلة، ومن البنات خيرهنّ فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، ومن المولودين في الإسلام الحسن والحسين وهما سيدا شباب أهل الجنة. وإن هاشما ولد عليا مرتين وأن عبد المطلب ولد حسنا مرتين، فأنا أوسط بني هاشم نسبا وأصرحهم أما وأبا. لم تعرق فيّ العجم، وانا ابن ارفع الناس درجة في الجنة وابن أهونهم عذابا في النار؛ ولك الأمان إن دخلت في طاعتي فأنا أولى بالأمر منك، وأولى بالوفاء بالعهد، فأيّ الأمانات ليت شعري أعطيتني: أمان ابن هبيرة؟ أم أمان عمك عبد الله بن علي؟

فكتب إليه المنصور: قد بلغني كتابك، فإذا جلّ فخرك بقرابة النساء لتغرّ بذلك الجفاة والغوغاء، ولم يجعل الله النساء كالعمومة والعصبة، وقد جعل الله العم أبا وبدأ به قبل الوالد فقال: ﴿نَعْبُدُ إِلهَكَ وَ إِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَ وَ إِسْحاقَ﴾ (١) فسمى اسماعيل أبا وهو عم يعقوب.

ولقد بعث الله نبيه محمدا وله عمومة أربعة فدعاهم وأنذرهم فأجابه أثنان أحدهما أبي، وأبى الإسلام اثنان أحدهما أبوك، فقطع الله وراثتهما وولايتهما عنه.

وزعمت أنك ابن أخف الناس عذابا يوم القيامة وابن خير الأشرار، وليس من الكفر بالله صغير، وما شيء من عذاب الله بخفيف، وليس في الشرار خير، وليس ينبغي لمسلم يؤمن بالله أن يفخر بأهل النار.

وأما ما فخرت به من أن عليا ولده هاشم مرتين، وأن عبد المطلب أبوه


(١) - سورة البقرة - الآية:١٣٣.