للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قد كان في الموت له راحة … والموت حتم في رقاب العباد

وحدثني مصعب بن عبد الله الزبيري قال: قال محمد بن عبد الله للغاضري: ابشر، فقد بويع لي بالشام وخراسان والمصرين.

فقال: يا بن أم، اجعل الأرض كلها لك، وهذا عيسى بالأعوص (١) ما ينفعك منها، والله ما أصبح قوم يعرفون آجالهم غيرنا.

قالوا: وكان أبو العباس زوّج محمدا ابنه زينب بنت محمد بن عبد الله، فلما قتل أرسل ابن أبي العباس إلى عمتها زينب بنت عبد الله بن الحسن: إني أريد أن أدخل على أهلي فافرغوا من أمرها. فأرسلت عمتها إلى عيسى بن موسى: سبحان الله أرسل محمد إليّ بكذا وقد قتلتم أباها بالأمس ويعرس بها اليوم، والله ما رقأ دم أبيها بعد.

فأرسل إليها عيسى، يا ابنة عم، ما علمت بهذا، ولكنه غلام حديث السن سيء الأدب، وأرسل إلى محمد بن أبي العباس يسفّهه، ولما لقيه تناوله بسوطه وقال له: يا مائق (٢)، أما والله ما هي بضغينة، فما كان بؤمنك أن يحضرها عقلها فتطلب بثارها وتشتمل على سكين فإذا أفضيت إليها قتلتك فتكون قد أخذت قود أبيها قبل جفوف دمه.

ثم تزوجها عيسى بعد، ويقال ضمّت إلى محمد بعد ذلك، فلما مات تزوجها عيسى بعده، ثم خلف عليها محمد بن إبراهيم الإمام، ثم ابراهيم بن ابراهيم بن حسن بن زيد بن حسن بن علي، ثم عبد الله بن حسن بن إبراهيم بن عبد الله بن حسن بن حسن فتوفيت عنده.


(١) - الأغوص: موضع على أميال من المدينة يسرة. المغانم المطابة.
(٢) - أي يا أحمق.