للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شطوية (١) فشد بها لحيته، ورمي بنشابة في صدره وطعنه رجل من خلفه فأرداه عن دابته فسقط على يديه ثم استقل قائما، ورماه رجل بصخرة فأصابت منكبه فأثخنته. وطعنه حميد في صدره فصرعه مثبتا ونزل إليه فاحتز رأسه وأتى به عيسى بن موسى وعنده القاسم بن حسن بن زيد وغيره، فقالوا: هذا رأس محمد بعينه. وانهزم الناس، وانتهى عيسى إلى ما أمره به المنصور.

وبعث عيسى بعدة ألوية فنصبت في مواقع متعددة، ونادى مناديه: من أتى لواء من الألوية المنصوبة فهو آمن.

وبقي محمد بن عبد الله في مصرعه بقية يومه وليلته، وأصبح وقد سلب وهو ملقى على وجهه، ومطرت السماء تلك الليلة مطرا جوادا.

وأرسلت أخته زينب بنت عبد الله إلى عيسى: قد قضيتم أربكم منه فأذنوا لنا في دفنه، فأذن لهم فدفنوه في البقيع.

وبعث عيسى بن موسى برأس محمد بن عبد الله مع ابن أبي الكرام محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فدخل به على المنصور وهو عاض على أنفه.

حدثني أبو مسعود الكوفي وغيره قالوا: جعل محمد بن عبد الله بن محمد - ويكنى أبا عبد الله - يقول يوم قتل:

منخرق الخفّين يشكو الوجا … تنكّته أطراف مرو (٢) حداد

أفردني الخوف فلا أمن لي … كذاك من يكره حرّ الجلاد


(١) - نسبة إلى شطا، قرية بأرض مصر. لب اللباب في تحرير الأنساب للسيوطي - ط. مصورة، دار المثنى، بغداد.
(٢) - المرو: حجارة بيض براقة توري النار، أو أصلب الحجارة. القاموس.