للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحدثني الحسن بن علي الحرمازي، وأبو العباس الفضل بن العباس الهاشمي عن الزبير بن بكار عن عمه مصعب بن عبد الله وغيرهما فسقت حديثهم ورددت من بعضه على بعض أن أبا بكر بن أبي سبرة كان عاملا لرياح بن عثمان على مسعاة أسد وطيء، فلما خرج محمد بن عبد الله دفع إليه ما كان معه من المال وقال: استعن به على أمرك فلما قتل محمد قيل لأبي بكر اهرب فقال: ليس مثلي هرب فأخذ أسيرا فطرح في حبس المدينة وكان الحابس له عيسى بن موسى، ويقال خليفته كثير بن الحصين العبدي، وولي المدينة بعد عيسى بن موسى عبد الله بن الربيع الحارثي، ويكنى أبا الربيع فعاث جنده وأفسدوا فوثب بهم أهل المدينة فقتلوا منهم وطردوا باقيهم وأخرجوا عبد الله عن المدينة وانتهبوا متاعه. فنزل بير المطلب يريد العراق، واجتمع سودان ورعاع وقلدوا أمرهم ورئاستهم أسود يقال له اوتيوا - فكان السودان فيما ذكر الحرمازي يدعونه أمير المؤمنين، وجاؤوا فكسروا باب السجن وأخرجوا من فيه، وأخرجوا أبا بكر بن أبي سبرة فأرادوا فك حديده فأبى ذلك، وأقام فخطب ودعا إلى طاعة المنصور وحذر الفتنة، فقيل له:

تقدم فصلّ، فقال: ان الأسير لا يؤمّ، ورجع إلى السجن فأقام به، واجتمع القرشيون فخرجوا إلى ابن أبي الربيع بما ذهب له أو أكثره، وأرضوا من بقي من جنده.

ورأى ابن أبي ذئب اولئك السودان فقال لبعضهم: ما هذا؟ فقال:

هذا اوتيوا أميرنا وهو أمير المؤمنين. فقال ابن أبي ذئب وهو يبتسم: يا رب ان كان في سابق علمك ان يلي أمرنا أوتيوا هذا فارزقنا عدله.

وأتى محمد بن عمران بن ابرهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله أوتيوا