وعبد الواحد بن زياد بن عمرو العتكي، فأتى مقبرة بني يشكر فأقام بها ساعة، فاجتمع اليه قوم، ثم سار حتى أتى دار الإمارة وبها سفيان بن معاوية، بن يزيد بن المهلب، وهو عامل البصرة، وقد كان خاف خروج ابراهيم فتحصّن واتخذ عدّة للحصار، ومع سفيان في الدار ستة عشر رجلا، فنزل ابراهيم عند مسجد الأنصار، ثم عسكر عند مسجد الحرورية، وقدم البصرة قائد أمر به سفيان قبل خروج ابراهيم بليلة، فبعث إليه ابراهيم المضاء بن القاسم التغلبي فلقي القائد فهزمه المضاء، وأرسل ابراهيم لبطة بن الفرزدق إلى نهيلة بن مرة بن عبد العزيز التميمي، ثم أحد بني ملادس بن عبد شمس بن سعد يدعوه إلى بيعته فأباها فقال له لبطة: أمن خوف سياط أبي جعفر تمسك عن مبايعته؟ فأتاه فبايعه، واعتزل سوار بن عبد الله العنبري القضاء في أيام ابراهيم، فتولاّه عباد بن منصور.
قالوا: وأخرج جعفر ومحمد ابنا سليمان بن علي سلاحا واجتمعا ومواليهما في كتيبة خشناء، فقاتلوا أصحاب ابراهيم المبيضة (١)، وجعل محمد بن سليمان يعبئ الكراديس في المربد فقال له عبد الجبار بن قطري مولى باهلة: إن هذه التعبئة لا تكون في السكك ولكن أقم بمكانك فإن رأيت خللا فسدّه، فلم يقبل منه.
(١) - في هامش الأصل: «كانوا إذا أرادوا الخروج عن طاعة بني العباس أظهروا ذلك بلبسهم البياض المخالف لشعار بني العباس، الذي هو السواد». وفي الحقيقة يحمل هذا الشرح بعض الصحة، لأن شعار الدولة الأموية كان البياض، وكذلك كان شعار الشيعة، ويرى بعضهم أن العباسيين اتخذوا السواد شعارا لهم مخالفة لهؤلاء، وعليه كان اظهار البياض هنا منسجما مع تقليد مذهبي وليس مباينة لبني العباس.