والتقوا فانهزم محمد وجعفر قبل أن يكون بينهما وبين القوم كبير قتال، وكان محمد يومئذ على فرس كان لملبد الخارجي يقال له الملبدي، وأمر ابراهيم المغيرة بن الفزع أن يأتي السجن فيخرج من فيه ففعل.
ووقف ابراهيم عند القصر فطلب سفيان منه الأمان فأمنه، فخرج ثم أظهر أنه يخافه على أنه يشغب ويفسد فحبسه.
ودخل إبراهيم دار الإمارة فنزلها أياما، ثم تحول فنزل الخريبة، وبيّضت القبائل، وبعث ابراهيم رجلا فوجد أخاه محمدا قد قتل.
وولى ابراهيم شرطه معاوية بن حرب، ووجه مغيرة بن الفزع على حرب الأهواز، وولى خراجها عفو الله بن سفيان الثقفي، فقاتلهم محمد بن الحصين العبدري فغلبوا على الأهواز وهزموا محمدا، وغلب محرز الحنفي على كرمان، فلما قتل ابراهيم هرب إلى السند، وأقام أهل عمان والبحرين على طاعة المنصور، وأراد قثم بن العباس بن عبيد الله بن العباس أن يخرج عن اليمامة فقال له أهلها: نحن في طاعة المنصور فأقام.
وبلغ ابراهيم قتل محمد وهو يمضغ قصب سكر ويمصه فلم يظهر جزعا وتجلد، ثم عزاه الناس، وغلب له برد بن لبيد اليشكري على كسكر، وسار إلى واسط ومعه حفص بن عمر من ولد الحارث بن هشام المخزومي، فكان يصلي بالناس، والحرب إلى برد بن لبيد. فبعث المنصور حرب بن عبد الله، وأسد بن المرزبان وعمر بن العلاء مولى بني مخزوم، وبعث ابراهيم عبد الخالق الخاقاني ومعه المفضل بن محمد الضبي الراوية، وكان المفضل يراعي ابراهيم ويتعرف خبره قبل خروجه، فلما قرب خروجه خرج إلى البصرة فجعل الناس يتكلمون في قدومه أياما ولا يدرون لماذا قدمها، حتى خرج