ومعه سلم بن قتيبة وأبو دفافة العبسي، فارتحل إبراهيم يريد عيسى واتبعه جعفر، فقال المضاء لابراهيم: صر إلى معسكر جعفر الذي كان فيه فتحصن به، فأبى ذلك وأبته الزيدية أيضا، وكان مع إبراهيم أحد عشر ألفا:
سبعمائة فارس والباقون رجالة، فجعل إبراهيم على ميمنته عبد الواحد بن زياد بن عمرو العتكي، وعلى ميسرته برد بن لبيد اليشكري، وحملوا على أهل عسكر عيسى حتى خالطوه فتضعضع أهل عسكر عيسى وجالوا ثم انهزموا.
وجاء جعفر بن سليمان وأصحابه من خلف أصحاب ابراهيم وذلك أنهم عبروا نهرا كان وراءهم وكان أول من عبره سلم بن قتيبة وأصحابه فنادى الناس: الكمين، الكمين. وانهزم أصحاب ابراهيم، وكرّ أصحاب عيسى بن موسى فوضعوا سيوفهم فيهم فقتلوا من جهتين، وقتل ابراهيم وصبر بعض الزيدية فقتلوا، وقتل برد وعبد الواحد بن زياد وعبد الوارث بن الحواري.
ونادى منادي عيسى: من ألقى سلاحه فهو آمن. وأمر برفع السيف عن فلّهم، فادعى عقبة بن مسلم أنه قتل ابراهيم، وإنما قتله غيره.
وكان الحر اشتد على ابراهيم في الحرب فألقى درعه وقاتل، فأصابته نشابة مات منها، ويقال إنه نزع ثيابه ليقع في الماء فأدرك فقتل.
ووجه عيسى من احتز رأسه فبعث به إلى المنصور، فأمر فطيف به في الكوفة، وقال المنصور: «يا أهل الكوفة، يا أهل المدرة الخبيثة، تقولون إنه سمع في عسكر إبراهيم قائل يقول: أقدم حيزوم تشبهونه بعسكر رسول