الله ﷺ»، ووبخهم وقال: لعنك الله من بلدة، ولعن أهلك. والله للعجب لبني أمية كيف لم يقتلوا مقاتلتكم ويسبوا ذريتكم.
ولما قتل ابراهيم أخرج جعفر عهده، وأخرج سلم عهده فقال له جعفر بن سليمان، عهدي قبل عهدك، فدعني أدخل البصرة أميرا، ثم تأتي بعدي فأقام سلم ودخل جعفر فأمن الناس ثم قدم سلم فأقام أشهرا ثم ولى المنصور البصرة محمد بن سليمان بن علي وقال: إنما وليت جعفرا وسلما وإبراهيم بالبصرة ليقاتلاه ويؤمنا الناس فتقاعدا عنه.
ويقال إن المنصور كتب إلى سلم في قطع نخيل أهل البصرة ممن خرج مع ابراهيم، فغبّب عنهم فعزله،
وحدثني عبد الله بن صالح المقرئ قال: لما خرج ابراهيم سنة خمس وأربعين ومائة كتب المنصور إلى جعفر ومحمد ابني سليمان بن علي يعجزهما ويوبخهما على نزول ابراهيم مصرا هما به لا يعلمان بأمره، وتمثل:
أبلغ هديت بني سعد مغلغلة … فاستيقظوا إن هذا فعل لوّام
تعدو الذئاب على من لا كلاب له … وتتّقي صولة المستنفر الحامي
ولما جاء المنصور خبر محمد وابراهيم جعل ينكت على الأرض بمخصرته ويقول:
ونصبت نفسي للرماح دريئة … إنّ الرئيس لمثل ذاك فعول
وكان المنصور يقول: إنما جرّأ إبراهيم على المسير إلى البصرة اجتماع أهل الكوفة وأهل السواد على الخلاف والمعصية والميل إليه. وقد رميت كل ناحية بحجرها، وكل كورة بسهمها، ووجهت إليه الميمون النجد عيسى بن موسى، واستعنت بالله واستكفيته.