للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اسماعيل: يا أبا حسن ما وفقت فيما صنعت وقلت، فقال له حسن: ومن أنت، انما أنت ذنب في قريش، فحلم عنه المطيعي وسكت فلم يجبه، ثم التقيا بعد ذلك فأحدّ موسى النظر إليه فقال المطيعي: أتحدّ النظر إلي وتستطيل بالخيلاء علي، أغرّك حلمي عنك وعفوي عما كان منك، ولخير لك أن تربع على ظلعك وتقيس فترك بشبرك وتعرف حالك من حال غيرك.

فقال له موسى: والله لما أعدّك ولا أعتدّ بك، والله إنك الغويّ الغبيّ القريب من كل سوء، البعيد من كل خير. وما ذكرك شبري وفتري، فان فتري من شبري، وشبري من فتري من كفّ رحبة الذراع، طويلة الباع يقيمها ما يقعدك، ويرفعها ما يخفضك، مهما جهلت مني فأني عالم بأني خير منك أما وأبا ونفسا. وإن رغم أنفك وتصاغرت إليك نفسك.

وكان موسى شاعرا حديت (١) عنده أم سلمة بنت محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق وهي التي يقال لها:

يعجبني من فعل كل مسلمه … مثل الذي تفعل أم سلمه

إقصاؤها عن زوجها كل أمه … لأنها قدما تسامي المكرمه

وكتب موسى إليها يأمرها بالشخوص إليه في العراق فأبت فكتب إليها:

إني زعيم أن أجئ بضرّة … فراسية فرّاسة للضرائر

فقال الربيع بن سليمان مولى محمد بن عبد الله بن حسن:

أبنت أبي بكر تكيد بضرة … لعمري لقد حاولت إحدى الكبائر

فكتب موسى إليها:


(١) - حدي بالمكان: لزمه فلم يبرح. القاموس.