للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيأتي زمزم، فيشرب منها شربه. فربما عرض عليه الغداء فيقول:

لا أريده، أنا شبعان.

- فلما بلغ رسول الله Object اثنتي عشرة سنة، عرض لأبي طالب شخوص إلى الشأم في تجارة، وكان رسول الله Object يألفه فسأله إخراجه معه، فأبى ذلك ضنا به وصيانة له، فاغتم وبكى، فأخرجه، فرآه راهب من علماء الرهبان، يقال له بحيرا، قد أظلته غمامة، فقال لأبي طالب: من هذا منك؟ قال: ابن أخي، فقال: أما ترى هذه الغمامة كيف تظلّه وتنتقل معه؟ والله إنه لنبي كريم؛ وإني لأحسبه الذي بشّر به عيسى، فإنّ زمانه قد قرب، وقد ينبغي لك أن تحتفظ به. فرّده أبو طالب إلى مكة وذكر بعض الرواة أن أبا طالب أشخص رسول الله Object إلى الشأم وهو ابن تسع سنين.

والأول أثبت.

- قالوا: ولما جاوزت سنو رسول الله Object العشرين، قال له أبو طالب: يا بن أخي، إنّ خديجة بنت خويلد امرأة موسرة ذات تجارة عريضة، وهي محتاجة إلى مثلك في أمانتك وطهارتك ووفائك. فلو كلّمناها فيك فوكّلتك ببعض أمرها وتجارتها؟ فقال Object: افعل يا عمّ ما رأيت.

فسعى أبو طالب إليها، فكلمها في توكيل رسول الله Object ببعض تجارتها.

فسارعت إلى ذلك ورغبت فيه، ووجهته إلى الشأم ومعه غلام لها وقيّم يقال له ميسرة. فلما فرغ مما توجّه له وقدم مكة، أخبرها ميسرة بأمانته وطهارته ويمن طائره، وما يقول أهل الكتاب فيه، والذي تعرّف من البركة بمكانه معه في كثرة الأرباح وسهولة الأمور، وقال: كنت آكل معه حتى نشبع ويبقى أكثر الطعام كما هو.

- وقال الكلبي: بعثت خديجة رحمها الله إلى النبي Object أن اخطبني إلى