ويقال إنهم حالوا بينهم وبين ملئها فانصرفوا بشيء يسير من الماء.
ونادى المهاجر بن أوس التميمي: يا حسين ألا ترى إلى الماء يلوح كأنه بطون الحيّات، والله لا تذوقه أو تموت، فقال: إني لأرجو أن يوردنيه الله ويحلأكم عنه.
ويقال أن عمرو بن الحجاج قال: يا حسين. إن هذا الفرات تلغ فيه الكلاب وتشرب منه الحمير والخنازير، والله لا تذوق منه جرعة حتى تذوق الحميم في نار جهنم.
قال: وتواقف الحسين وعمر بن سعد خلوين فقال الحسين: اختاروا مني الرجوع إلى المكان الذي أقبلت منه أو أن أضع يدي في يد يزيد فهو ابن عمي ليرى رأيه فيّ، وإما ان تسيّروني إلى ثغر من ثغور المسلمين فأكون رجلا من أهله لي ما له وعلي ما عليه. ويقال إنه لم يسله إلا أن يشخص إلى المدينة فقط.
فكتب عمر بن سعد إلى عبيد الله بن زياد بما سأل فأراد عبيد الله أن يجيبه إلى ذلك، فقال له شمر بن ذي الجوشن الكلابي ثم الضبابي: لا تقبلن منه إلا أن يضع يده في يدك فإنه إن لم يفعل ذلك كان أولى بالقوة والعز، وكنت أولى بالضعف والعجز فلا ترض إلا بنزوله على حكمك هو وأصحابه، فإن عاقبت كان ذلك لك وإن غفرت كنت أولى بما تفعله، لقد بلغني أن حسينا وعمر يجلسان ناحية من العسكر يتناجيان ويتحادثان عامة الليل، فقال ابن زياد: نعم ما رأيت فاخرج بهذا الكتاب إلى عمر بن سعد فليعرض على حسين وأصحابه النزول على حكمي، فإن فعلوا ابعث بهم إليّ سلما، وإن