للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بيته محتبيا بسيفه، فقال العباس بن علي: يا أخي، أتاك القوم، فنهض فقال:

يا عباس اركب، بنفسي أنت يا أخي حتى تلقاهم فتقول لهم: ما بدا لكم وما تريدون؟

فأتاهم العباس في عشرين فارسا فيهم زهير بن القين وحبيب بن مظهر، فسألوهم عن أمرهم فقالوا: جاء أمر الأمير أن نعرض عليكم النزول على حكمه أو نناجزكم.

فانصرف العباس وحده راجعا فأخبر الحسين بقولهم، وقال لهم حبيب بن مظهر. والله لبئس القوم عند الله قوم قتلوا ذرية نبيهم وعترته، وعبّاد أهل المصر. فقال له عزرة بن قيس: انك لتزكي نفسك.

وقال عزرة لزهير بن القين: كنت عندنا عثمانيا فما بالك؟ فقال: والله ما كتبت إلى الحسين ولا أرسلت إليه رسولا ولكن الطريق جمعني وإياه فلما رأيته ذكرت به رسول الله وعرفت ما تقدم عليه من غدركم ونكثكم وميلكم إلى الدنيا، فرأيت أن أنصره وأكون في حزبه حفظا لما ضيعتم من حق رسول الله.

فبعث الحسين إليهم يسألهم أن ينصرفوا عنه عشيتّهم حتى ينظر في أمره، وإنما أراد أن يوصي أهله ويتقدم إليهم فيما يريد.

فأقبل عمر بن سعد على الناس فقال: ما ترون؟ فقال عمرو بن الحجاج بن سلمة الزبيدي: سبحان الله. لو كان هؤلاء من الديلم ثم سألوك هذه المنزلة لكان ينبغي أن تجيبهم إليها.

وقال له قيس بن الأشعث بن قيس، أجبهم إلى ما سألوا فلعمري