للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صحفة فميث فيها مسك وتطيّب منه، ودخل برير بن خضير الهمداني فأطلى بعده، ومسّ من ذلك المسك، وتحنط الحسين وجميع أصحابه وجعلت النار تلتهب خلف بيوت الحسين وأصحابه فقال شمر بن ذي الجوشن: يا حسين، تعجلت النار، فقال: أنت تقول هذا يا بن راعية المعزى، أنت والله أولى بها صليا، فقال مسلم بن عوسجة: يا بن رسول الله ألا أرميه بسهم فإنه قد أمكنني فقال الحسين: لا ترمه فإني أكره أن أبدأهم.

وكان مع الحسين فرس يدعى لاحقا يقال إن عبيد الله بن الحر أعطاه إياه حين لقيه فحمل عليه ابنه علي بن الحسين، ثم دعا براحلته فركبها ونادى بأعلى صوته: أيها الناس اسمعوا قولي، فتكلم بكلام عدّد فيه فضل أهل بيته، ثم قال: أتطلبوني بقتيل منكم قتلته، أو بمال استهلكته أو بقصاص من جراحة جرحتها؟ فجعلوا لا يكلمونه.

ثم نادى: يا شبث بن ربعي، يا حجار بن أبجر، يا قيس بن الأشعث، يا يزيد بن الحارث، ألم تكتبوا إليّ أن قد أينعت الثمار واخضرّ الجناب وطمت الجمام، وإنما تقدم على جند لك مجند؟

قالوا: لم نفعل، ثم قال: أيها الناس، إذ كرهتموني فدعوني أنصرف إلى مأمني، فقال له قيس بن الأشعث: أولا تنزل على حكم بني عمك فإنهم لن يروك إلا ما تحب.

فقال: إنك أخو أخيك، أتريد أن يطلبك بنو هاشم بأكثر من دم مسلم بن عقيل الذي غرّه أخوك، والله لا أعطي بيدي إعطاء الذليل، ولا أفر