للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فرار العبد، عباد الله، ﴿وَ إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَ رَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ * وَ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ﴾ (١).

وبكين أخواته فسكّتهنّ، ثم قال: لا يبعد الله ابن عباس وكان نهاه أن يخرجهنّ معه.

وقال له زهير بن القين: عباد الله، إنّ ولد فاطمة أحقّ بالنصر والودّ من ولد سمية، فإن لم تنصروهم فلا تقتلوهم، وخلّوا بين هذا الرجل وابن عمه يزيد فلعمري أن يزيد ليرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين.

فرماه شمر بسهم وقال: اسكت أسكت الله نأمتك. فقال له زهير:

ابشر بالحرق يوم القيامة، فقال له شمر: إن الله قاتلك وقاتل أصحابك عن ساعة.

وكلمهم برير بن خضير وغيره ووعظوهم وذكروا غرورهم الحسين بكتبهم، وقال الحر بن يزيد اليربوعي وهو الذي كان يساير الحسين ويوافقه:

والله لا أختار النار على الجنة، ثم ضرب فرسه وصار إلى الحسين فقتل معه، وقال له الحسين حين صار إليه: أنت والله الحر في الدنيا والآخرة، وفي الحر بن يزيد يقول الشاعر:

لنعم الحرّ حرّ بني رياح … وحرّ عند مختلف الرّماح

وأقبل الحر على أهل الكوفة وهو عند الحسين فقال: لأمّكم الهبل والعبر، دعوتموه حتى إذا أتاكم أسلمتموه فصار في أيديكم كالأسير قد حلأتموه ونساءه وأصحابه عن ماء الفرات الجاري الذي يشربه اليهود والنصارى والمجوس، ويتمرغ فيه خنازير السواد، لبئسما خلفتم به محمدا في ذريته،


(١) - سورة الدخان - الآيتان:٢٠ - ٢١.