وحمل شمر من قبل الميسرة في الميسرة فاستقبلوهم بالرماح فلم تقدم الخيل عليها فانصرفوا فرموهم بالنبل حتى صرعوا منهم رجالا وجرحوا آخرين.
وقال رجل من بني تميم يقال له عبد الله بن حوزة، وجاء حتى وقف بحيال الحسين فقال: أبشر يا حسين بالنار، فقال: كلا، إني أقدم على رب رحيم وشفيع مطاع، ثم قال: من هذا؟ قالوا: ابن حوزة. قال: حازه الله إلى النار، فاضطرب به فرسه في جدول فعلقت رجله بالركاب ووقع رأسه في الأرض، ونفر في الفرس فجعل يمر برأسه على كل حجر وأصل شجرة حتى مات، ويقال: بقيت رجله اليسرى في الركاب فشد عليه مسلم بن عوسجة الأسدي فضرب رجله اليمنى فطارت، ونفر به فرسه يضرب به كل شيء حتى مات.
وبارز يزيد بن معقل برير بن خضير، فضرب بريرا ضربة خفيفة وضربه برير ضربة قدّت المغفر، وجعل ينضنض سيفه في دماغه.
وحمل رضيّ بن منقذ العبدي فاعتنق بريرا فاعتركا ساعة، ثم إن بريرا قعد على صدره فقال رضيّ: أين أهل المصاع والدفاع؟. فحمل كعب بن جابر بن عمرو الأزدي بالرمح فطعنه في ظهره، فلما وجد برير مسّ الرمح عضّ أنف رضي فقطع طرفه، وشد عليه كعب فضربه بسيفه حتى قتله.
فلما رجع كعب بن جابر قالت له أخته النوار بنت جابر: أعنت على ابن فاطمة وقتلت بريرا سيد القراء، لقد أتيت عظيما، والله لا أكلمك أبدا.
وخرج عمرو بن قرظة بن كعب الأنصاري يقاتل دون الحسين وهو يقول: